ندوة

بحلول سنة 2017 ،ستكتمل عشر سنوات على رحيل ادريس الشرايبي (1926-2007). هذا ما يبرر أخذنا للوقت الكافي لنلقي نظرة  استرجاعية للإنسان ولأعماله. وبهدف تثمين هذا الاحتفال، ستُـنظم ندوة دولية من 11 إلى 14 أبريل 2017 بالدار البيضاء، حيث قضى الكاتب مراهقته واستوحى أحداث روايته « الماضي البسيط ».

يهدف تنظيم هذه الندوة التطرق إلى ما أُنجز، واستشراف إمكانات جديدة للبحث حول أعمال ادريس الشرايبي. وسيمكن هذا الاهتمام من إبراز تاريخانية التلقي النقدي لإنتاجاته ولقراءاتها، وفتح الطريق أمام قراءات جديدة تُشكل تجديدا للمقاربات وللمعنى ولخصوبة أدب لا يُختبر ولا يثبت ذاته إلا بتجربة راهنيته المتجددة.

وقد أصبح ادريس الشرايبي كاتبا  أساسيا ضمن الآداب المغاربية، بإدراجه للخصوصيات المغربية ضمن الأفاق العالمية؛وعلى غرار الكتاب الكبار، كان سباقا وجريئا لم ينقطع عن التجديد في المواضيع والأجناس. إنه ينتمي إلى فئة يُحدد الزمن قيمة أعمالها دون تبخيس وقعها، حيث أعماله تقاوم تغيرات السياق، وتجد فيها الأجيال المتتالية من القراء مادة لمقاربة ماضيه وحاضره، والتفكير في تساؤلاته، والعثور على صدى حياته،  في حلمه بالعالم، ومواجهة حقيقة الكائن، لمعرفة الذات والتعرف على الجوهر الذي يؤسس للحياة ويعطيها معنى، بعيدا عن كل ما يخدع.

وفي هذا السياق، انطلقت الأشغال بإعادة نشر أغلب رواياته، في السنوات الأخيرة، مما يشكل حياة جديدة لإنتاجه الأدبي لدى نسبة كبيرة من القراء، ويدفع إلى اكتشاف أوجه مجهولة في أعماله الروائية (خصوصا تلك التي لم تلق صدى كبيرا في المغرب حين صدورها مثل: « الحمار »، الحشد »، سيأتي صديق لرؤيتكم »، « موت بكندا »)، وكذلك الرجوع وإعادة اكتشاف نصوص أصبحت متداولة في البرامج المدرسية أو الجامعية (خصوصا « الحضارة، أمي »، الماعز »، « أم الربيع »، « الماضي البسيط »).

ستكون هذه الندوة مناسبة لإعادة قراءة نصوص الكاتب، وضمنها النصوص الأكثر شهرة، لاستحضار القراءات والتأويلات التي أُنجزت وإبرازها ضمن سياقاتها، ومناقشتها وإغنائها بقراءات جديدة وحديثة.

وانطلاقا من « الماضي البسيط » (1954)، قام الكاتب بتغيير الرؤى وفتح أعين المثقفين المغاربيين على رؤية جديدة لعالمهم، ولأنفسهم وللعالم. بهذا الإنجاز، يكون الشرايبي قد دشن الأدب المغاربي الحديث، حيث يتحدى الضغوط الاجتماعية للتقاليد والاستبداد وباقي أشكال النفاق التي تضيق الخناق على حرية التعبير لدى الأفراد.

على عكس ما قد يبدو، تتضمن كتابات الشراسبي العديد من الأبعاد المجهولة، والتي شرعت الأبحاث في الإنكباب على دراستها في الآونة الأخيرة، وبالأخص انتاجاته في الإذاعة ومقتبساته القصصية ورواياته البوليسية وكتاباته في أدب الشباب وغيرها من أوجه الكاتب غير المعروفة.

إن هذا التخليد، يعتبر مناسبة لتحديد أبعاد مجال بحث أَغْنتهُ أبحاثٌ أنجزها باحثون من مختلف الآفاق، والتأصيل له قصد تثمين إسهاماته وإخضاعه لتساؤلات أخرى.

 المحور 1 قراءات ادريس الشرايبي : واقع البحث

لا يمكن إحصاء الأبحاث المنجزة (مقالات، بحوث جامعية، أطروحات). وقد حان الوقت لتحديد واقع التلقي النقدي وأهم مكتسبات الأبحاث المنجزة حول الشرايبي (يخص هذا المحور الباحثين الذين أنجزوا أبحاث الدكتوراه).

 المحور 2 إعادة قراءة ادريس الشرايبي : راهنية أعماله.

طُرق ومقاربات بحث جديدة (باحثون أكاديميون، باحثون شباب، طلبة الدكتوراه معنيون بهذا المحور لطرح مواقفهم).

المحور 3 ترجمة نصوص الشرايبي : أي تحديات ؟

سيستعرض بعض مترجمي الكاتب تجربتهم بخصوص ترجمة نصوص الشرايبي.

 المحور 4 ادريس الشرايبي كما يراه المبدعون

كتاب، رسامون، مخرجون سينمائيون وفنانون مغاربة مهتمون بأعمال الكاتب، سيُغنون الندوة بشهاداتهم (تجارب قراءة، إسهامات أو متابعات لأعمالهم، اقتباسات منجزة أو طور الإنجاز، إلخ).

لإعطاء الفرصة للمشاركين في المحورين الثاني والثالث لاختيار الموضوع وإعطاء قيمة مضافة بانفتاحهم على طرق للبحث وقراءات جديدة لأعمال الشرايبي، فإن المنظمين لم يقترحوا محاور فرعية والتي قد تتعارض مع الأهداف المتوخاة من الندوة.

يجب إرسال مقترحات المشاركة عبر البريد الإلكتروني قبل تاريخ 15 يناير 2017. وتتضمن اسم المشترك، العنوان، ملخص للعرض في نصف صفحة، وقائمة بالمراجع تتكون من عشر إلى خمسة عشر سطرا. تُبعث في صيغة الوورد word إلى المسؤول عن الندوة، قاسم باسفاو، على البريد الاليكتروني : colloquechraibi@gmail.com

وستجيب اللجنة العلمية للندوة على مقترحات المشاركة خلال نهاية يناير 2017. كما سيتم نشر أعمال الندوة في كتاب يجمع كل المداخلات المقبولة.

اللجنة المنظمة (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) : ابتهال ابياابا (طالب دكتوراه) – حسين أزدوك (مدير المدرسة العليا للأساتذة)– قاسم باسفاو (المسؤول عن الندوة، كلية الآداب عين الشق – رشيد الحضري (نائب العميد، كلية الآداب بنمسيك) – عبد القادر كنكاي (عميد كلية الآداب بنمسيك) –  شعيب حليفي (مدير مختبر السرديات والخطابات الثقافية)– موراد موهوب(عميد كلية الآداب عين الشق) –  لحسن واسمي (مدير مختبر اللغات والآداب والتواصل) –  مليكة رفيق (المدرسة العليا للأساتذة) –  يوسف السفري (كلية الآداب بنمسيك).

اللجنة العلمية الدولية : قاسم باسفاو (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) – مصطفى بنشيخ (الجامعة الدولية بالدار البيضاء) – شارل بون (جامعة ليون 2) – محمـد داهي (جامعة محمـد الخامس، الرباط) – سميرة دويدر (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) – مارك كونطار (جامعة رين 2) –  شعيب حليفي (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) –  ادريس جيدان (كاتب، فيلسوف، الدار البيضاء) – فؤاد العروي (كاتب، جامعة امستردام) – عبد الواحد مبرور (جامعة شعيب الدكالي، الجديدة) – عبد الله المدغري العلوي (جامعة محمد الخامس، الرباط) – ليونور ميرينو كارسيا (مترجمة، الجامعة المستقلة بمدريد) – ميلدريد مورتيمير (جامعة كولورادو، بولدر) –  لحسن واسمي (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) – عبد الحق سرحان (جامعة لويزيان، لافاييت، كاتب) – إدويج تاماليت تالباييف (جامعة تيلان، أورليان الجديدة، لويزيان).

بموازاة مع الندوة، ستُـنظم أنشطة ثقافية تخصص لادريس الشرايبي، إضافة إلى إنشاء جمعية دولية لقُراء ونُقاد ادريس الشرايبي ومجلة للدراسات حول الشرايبي.

لغة الندوة : اللغة الفرنسية.

Laisser un commentaire